jeudi 13 février 2020

محمد سبيلا : المثقف، والانسحاب من التنظيم ، وانحراف المشروع الإتحادي .

محمد سبيلا : المثقف، والانسحاب من التنظيم ، وانحراف المشروع الإتحادي .

في حوار مع مجلة ( زمان ) يتحدث المفكر المغربي محمد سبيلا عن نفسه قائلا : " في السبعينيّات ....، ، وربّما كغيري من المثقفين الذين عاشوا تلك الفترة ، بدأت أتوارى إلى الوراء ، بعدما رأيت أنّ النضال الحركي أو الجسماني ، إذا جاز التعبير ، ليس وحده الكافي في مسيرة تغيير العقليّات والذهنيّات . ولقد كانت فرصة أيضا لأنكبّ على إتمام أطروحتي للدكتوراه .
وفي نفس السيّاق، يقول عن الجابري : " الجابري قبل أن يعتزل السيّاية كان ينتمي لليسار الإتحادي ، ولنقل كان بيننا تعاطف فكري وإديولوجي . أضف إلى ذلك تعاطف مع رجل أعتبره عقلانيّا ومتّزنا ، لا يدخل في صراعات مجّانيّة وشخصيّة أو التنابز بالألقاب. كان نموذجا للعقلانيّة . وهذه سمة أخلاقيّة فريدة حافظ عليها طوال حياته ....
كنت في تلك الفترة على اتصال وثيق به ( الجابري ) .ويمكن أن أصف ذلك بأنها غشاوة أُزيلت . إن تجربة الاتحاد شبيهة بالتجربة الصوفيّة . تدخل إليها بشغف وبأحلام ووعود تاريخيّة وإديولوجيّة ، لكن تستفيق منها بعد ذلك. عندما دخل الاتحاديين في مصالحة مع السّلطة بدأ تتبيّن مكنونات الأفراد وتطلّعهم للمصالح والنزاعات الانتهازيّة ، فتبيّن أن النضال ليس حركة ملائكة ، وإنّما حركة بشريّة فيها الإيجابي والسلبي. وفي اعتقادي فقد اكتشف الجابري ما يمكن تسميته بالجانب المسرحي للنضال ، وأن كلّ من يناضل في السيّاية ليس له سند فكري متين ....
بالفعل في كلّ تجربة سيّاسية طويلة يتبيّن للمرء أنّه كان منتشيّا ويعيش في أوهام قبل أن يستفيق....
( التسعينيات ) أسمّيها بمرحلة ( الموت الحيٍ ) للإتحاد الإشتراكي. كان الاتحاد ميّتا حينها ، لكن أفكاره غزت المجتمع بحيث تسرّبت أفكاره التقدميّة وتشرّبها المجتمع المدني والحركات الحقوقيّة . إن ّ الحركة الاتحاديّة على العموم هي التي دقت ناقوس اليقظة والنهوض . وفي اعتقادي فإن المغرب الحديث مرّ بيقظتين أساسيتين : الأولى هي الحركة الوطنية التي نبعت من المراكز التقليدية ، ثم اليقظة الثانية التي مثلتها التيارات التقدميّة ابتداء من 1959 وما تشظى عنها .
مجلة ( زمان ) العدد 76 فبراير 2020 .

0 commentaires: